هناك الكثير
من الأسباب والمسوغات التي تجعل من التدريب أثناء الخدمة والنمو المهني أمراً
محتوماً، تتمثل في عدة اعتبارات ومبررات لعل أهمها: التفجر المعرفي وتضخم حجم
المعلومات وما ينتج عنه من تغير سريع واتساع في المعارف والمعلومات، وما يفرض على
المعلم من حاجة مستمرة للنمو المهني لمواكبة الجديد من المعارف والمعلومات. وكذلك
التطور التقني والتكنولوجي المتسارع وما يفرضه على المعلم من حاجة للنمو المهني في
مجال إتقان المهارات المطلوبة في مجال استخدام أجهزة تكنولوجيا التعليم و وسائلها.
فضلاً عن تطور مفهوم التربية من مفهوم يعنى بالجانب العقلي إلى مفهوم واسع يعنى بمختلف
جوانب شخصية المتعلم، وما يترتب عليه من حاجة المعلم إلى نمو مهني في التنمية
الشاملة، وكذلك ظهور مفاهيم عالمية مثل العولمة والجودة والتعليم من بعد، وما
يترتب على ذلك من مقارنة لأداء المعلم الوطني بأداء زملائه المعلمين في مختلف
أنحاء العالم في ضوء التكلفة والإتقان.
وبهذا يتضح
أن النمو المهني المستمر عبر استمرارية التدريب شرط أساس لنجاحه في القيام بمهام
عمله المتجددة والمتطورة، والتدريب التربوي المتواصل هو الوسيلة المناسبة لهذا
النمو والمحافظة على استمراره. والمتتبع للواقع يلاحظ وبشكل جلي أهمية توظيف
تكنولوجيا التعليم في العملية التربوية، الأمر الذي يؤدي إلى ضرورة تدريب المعلمين
عليها وعلى وسائلها؛ فتدريب المعلمين على توظيف تكنولوجيا التعليم، ومستحدثاتها في
برامج التدريب يدعم الموقف التعليمي والتدريبي، ويساعد المعلمين في توصيل
المعلومات للمتعلمين وتلبية احتياجاتهم مهما اختلفت مستوياتهم بفاعلية أكبر؛ لما
تتسم به توظيفاتها المعاصرة والمتطورة من سمات وصفات تسهل من عملية الاتصال
والتواصل والتفاعل.
لذا نلاحظ
أن وزارات التربية والتعليم في مختلف الدول أولت اهتماماً كبيراً بهذا الجانب، عبر
العديد من المشاريع التي من شأنها مواكبة التطورات بشكل عام والتطورات في مجال
التكنولوجيا بشكل خاص، لكن ذلك كله يتطلب تدريباً مستمرا للمعلمين في مجال
تكنولوجيا التعليم، الأمر الذي يتطلب حضوراً فاعلاً، ودوراً كبيراً من قبل المعلم
نفسه، وإقبالاً على برامج التدريب التي توفرها الوزارة في هذا المجال
تؤكد العديد
من الدراسات ضرورة تدريب المعلمين في مجال تكنولوجيا التعليم، فمثلاً أشار الباحث
ستيفن (Stephen T. Adams 2005، 493) في دراسة تناولت إستراتيجية
لتدريب المعلمين في هذا المجال؛ إلى أن (91 ٪) من المعلمين الذين اندمجوا في دورات
تضمنت خطط التنمية المهنية، إن مهاراتهم قد حسّنت من عملية التعليم، قياساً
بمستوياتهم قبل دخول هذه الدورات التدريبية، فضلاً عن أن اندماجهم في هذه الدورات
المعدة وفق استراتيجيات مبنية على التكنولوجية الحديثة قد شجعتهم على توظيف أشكال
تلك التكنولوجيا في العملية التعليمية.
ولعل من
المفيد القول ان الأدبيات التربوية تزخر بالكثير من المبررات التي تدعو إلى
التدريب أثناء الخدمة في هذا المجال، ومنها تطور علم التكنولوجيا في السنوات
الأخيرة، وتعدد مجالاته ومستحدثاته وإسهاماته في تجويد العملية التعليمية
وتطويرها. والتطور في مجال استخدام الوسائل التعليمية، لذا فالمعلم مثلاً بحاجة
إلى مهارات واتجاهات جديدة من أجل القيام بأعباء هذه المسؤولية الجديدة. القصور في
توظيف تكنولوجيا التعليم في العملية التعليمية، فما زالت تستخدم الأساليب
التقليدية في بعض المدارس في عصر الثورة التكنولوجية والمعلوماتية، لذا يجب أن
تساير هذه المدارس عصرها، وتدرك أنها تعد أبناء المستقبل، الأمر الذي يتطلب ضرورة
تدريب المعلمين حتى يتمكنوا من توظيف تكنولوجيا التعليم بالشكل المطلوب. وقلة برامج
التدريب أثناء الخدمة في هذا المجال ومستحدثاته بصفة عامة.
هذا بالإضافة
إلى حاجة المعلمين للتنمية المهنية، فكثيراً ما يشعر المعلم بالنقص في المعارف
والمهارات والمفاهيم... وغيرها من جوانب تكوينهم كأصحاب مهنة. وتغيير أدوار المعلم
حيث تختلف أدواره تبعاً للمهام التي قد تسند إليه، فالمعلم يقوم بالتدريس لأكثر من
مستوى في الوقت نفسه، وهذا ما يبرر أهمية التدريب لاختيار ما يناسب كل مستوى من
الوسائل وطرق التدريس. وتشجيع المعلمين وتحفيزهم على التعليم والتعلم من خلال
التدريب أثناء الخدمة، وبالتالي فاستخدام تكنولوجيا التعليم بوسائلها
واستراتيجياتها المختلفة يعمل على جذب انتباههم وتشجيعهم على التعليم والتعلم
د. فلاح ربيع